شكراً لكم وإن كنتم لاتستحقون ....!
سألني صغيري كم قتل اليهود من من حماس يا أبي ؟
فقلت له لم يقتلوا احداً من حماس، إن من طالتهم الرصاصات قد ارتقوا إلى ربهم، وأنعم عليهم بالشهادة، والذي يموت شهيداً ياولدي حي عند الله يرزقه، ويطعمه، ويكسوه، ويلبسه من حلل الجنة، قال ياأبي حين أكبر سأقتل اليهود، قلت له افعل ياولدي
وانتهى الحوار، وفي اليوم التالي أعاد سؤاله، فأجبته بمثل إجابتي ، لكنني توقفت قليلاً مع سؤاله، وهو الذي لم يتجاوز الخمس سنوات ونصف، وقلت شكراً لكم بني صيهون وإن كنتم لاتستحقون الشكر، لقد غرستم في ولدي دون قصد منكم حب الجهاد، وفطمتموه على كرهكم، لقد علمتم ولدي أن الشهادة أسمى مايطمح إليه الطامحون، شكراً لكم أنكم أيقظتم هذه الروح في قلوب الصغير قبل الكبير، ماخطر ببالي يوماً أن يسألني ولدي عن حماس، عن تلك الشجرة المورقة التي استمدت نهجها من معين صاف، بدأه رسول الله، ثم جدده شهيد الإسلام الإمام البنا في العصر الحديث، لم أكن أعرف كيف كنت سأشرح له هذه المعاني العظيمة، وكيف كنت سأحدثه عن الجهاد ضد الأعداء، وهو الغض الطري، الذي في مقتبل حياته، شكراً لكم أن وحدتم الأمة، وجمعتم كلمتها، وأيقظتم الإيمان المخدر في قلوب أبنائها، لقد اجتمعت الأمة ولأول مرة على طريق واحد، شجبت، استنكرت، تفاعلت، أعلنت عن أرواحها لتقدم رخيصة لترفع اللواء، شكراً لكم أن جعلتم عيوننا تذرف لحال إخواننا، لقد جعلتمونا نسترخص الموت في سبيل الله، أشعرتمونا بعز الإسلام، وبمعية الله ، وبفضله على من اصطفاهم لحمل اللواء حين سقطت كل الرايات، لقد ذكرتموني في انتفاضتكم الأولي حين قلنا حان قت الجهاد بالمال، وإذا بطفل صغير يتبعني خلف السيارة راكضاً وهو يقول، ياعم خذ هذا لإخواننا في فلسطين، وإذا به يناولني مايحمله في يده من( البسكوت)، ونظرت فإذا امرأة طاعنة في السن تنادي يابني، فقلت لها لبيك يا أماه، قالت خذ هذا لأولادنا في فلسطين، وإذا به طبق به مايقارب النصف كيلو من الأرز، فسالت دموعي، وقلت إن امة هذا حالها هي أمة لن تموت، حقاً هذه الأمة تمرض لكنها لن تموت، وتكبر لكنها لاتشيخ، وتهرم لكن ظهرها لاينحني، وتهادن لكنها لاتعطي الدنية في دينها، واليوم يتأكد صدق حدسي، إنها تلك اللحمة التي سطرتها ملاحماً سيذكرها التاريخ بأحرف من نور، لقد أيقظ اليهود معاني العزة في قلوب رجال أشداء، سطروا بجَلَدهم صفحات ناصعة البياض، الجثث تتناثر، والدماء تلطخ الجدران لكنهم صامدون ، وشامخون شموخ الجبال الشم الرواسي...
إن المرحلة وأحداثها توجب علينا تبعات جساماً:
1. حسن الصلة بالله عز وجل، فإن المحن تقرب من الله، بطول سجود، وصيام وقيام.
2. الدعاء، سهام الليل التي لا تخطئ طريقها، والإلحاح عليه سبحانه.
3. الثقة في نصر الله عز وجل وإن تباهى الأعداء بما يملكون من عتاد، فما عند الله يغني، ويكفي، ويقي.
4. التذرع بالأمل لأنه مفتاح النصر " {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21
({أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }الحج39
5. إن معايير النصر الربانية على غير معايير البشر، فليس النصر بقوة عتاد وسلاح، إنما بمدد الله تعالى لعباده، قال تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249
6. الجهاد بالمال، ولا أقول التبرع، فهو واجب علينا يرتقي مرتبة الفرض لحاجة إخواننا الملحة إليه، فأروا الله من أنفسكم خيراً ({مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }البقرة245
وفي موضع آخر في سورة الحديد يقول سبحانه ({مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ }الحديد11
إن غاية المنى هى الفوز العظيم حين نقدم أنفسنا وأموالنا لله عز وجل، قال تعالى ({إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111
د.إيهاب فؤاد
سألني صغيري كم قتل اليهود من من حماس يا أبي ؟
فقلت له لم يقتلوا احداً من حماس، إن من طالتهم الرصاصات قد ارتقوا إلى ربهم، وأنعم عليهم بالشهادة، والذي يموت شهيداً ياولدي حي عند الله يرزقه، ويطعمه، ويكسوه، ويلبسه من حلل الجنة، قال ياأبي حين أكبر سأقتل اليهود، قلت له افعل ياولدي
وانتهى الحوار، وفي اليوم التالي أعاد سؤاله، فأجبته بمثل إجابتي ، لكنني توقفت قليلاً مع سؤاله، وهو الذي لم يتجاوز الخمس سنوات ونصف، وقلت شكراً لكم بني صيهون وإن كنتم لاتستحقون الشكر، لقد غرستم في ولدي دون قصد منكم حب الجهاد، وفطمتموه على كرهكم، لقد علمتم ولدي أن الشهادة أسمى مايطمح إليه الطامحون، شكراً لكم أنكم أيقظتم هذه الروح في قلوب الصغير قبل الكبير، ماخطر ببالي يوماً أن يسألني ولدي عن حماس، عن تلك الشجرة المورقة التي استمدت نهجها من معين صاف، بدأه رسول الله، ثم جدده شهيد الإسلام الإمام البنا في العصر الحديث، لم أكن أعرف كيف كنت سأشرح له هذه المعاني العظيمة، وكيف كنت سأحدثه عن الجهاد ضد الأعداء، وهو الغض الطري، الذي في مقتبل حياته، شكراً لكم أن وحدتم الأمة، وجمعتم كلمتها، وأيقظتم الإيمان المخدر في قلوب أبنائها، لقد اجتمعت الأمة ولأول مرة على طريق واحد، شجبت، استنكرت، تفاعلت، أعلنت عن أرواحها لتقدم رخيصة لترفع اللواء، شكراً لكم أن جعلتم عيوننا تذرف لحال إخواننا، لقد جعلتمونا نسترخص الموت في سبيل الله، أشعرتمونا بعز الإسلام، وبمعية الله ، وبفضله على من اصطفاهم لحمل اللواء حين سقطت كل الرايات، لقد ذكرتموني في انتفاضتكم الأولي حين قلنا حان قت الجهاد بالمال، وإذا بطفل صغير يتبعني خلف السيارة راكضاً وهو يقول، ياعم خذ هذا لإخواننا في فلسطين، وإذا به يناولني مايحمله في يده من( البسكوت)، ونظرت فإذا امرأة طاعنة في السن تنادي يابني، فقلت لها لبيك يا أماه، قالت خذ هذا لأولادنا في فلسطين، وإذا به طبق به مايقارب النصف كيلو من الأرز، فسالت دموعي، وقلت إن امة هذا حالها هي أمة لن تموت، حقاً هذه الأمة تمرض لكنها لن تموت، وتكبر لكنها لاتشيخ، وتهرم لكن ظهرها لاينحني، وتهادن لكنها لاتعطي الدنية في دينها، واليوم يتأكد صدق حدسي، إنها تلك اللحمة التي سطرتها ملاحماً سيذكرها التاريخ بأحرف من نور، لقد أيقظ اليهود معاني العزة في قلوب رجال أشداء، سطروا بجَلَدهم صفحات ناصعة البياض، الجثث تتناثر، والدماء تلطخ الجدران لكنهم صامدون ، وشامخون شموخ الجبال الشم الرواسي...
إن المرحلة وأحداثها توجب علينا تبعات جساماً:
1. حسن الصلة بالله عز وجل، فإن المحن تقرب من الله، بطول سجود، وصيام وقيام.
2. الدعاء، سهام الليل التي لا تخطئ طريقها، والإلحاح عليه سبحانه.
3. الثقة في نصر الله عز وجل وإن تباهى الأعداء بما يملكون من عتاد، فما عند الله يغني، ويكفي، ويقي.
4. التذرع بالأمل لأنه مفتاح النصر " {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21
({أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }الحج39
5. إن معايير النصر الربانية على غير معايير البشر، فليس النصر بقوة عتاد وسلاح، إنما بمدد الله تعالى لعباده، قال تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249
6. الجهاد بالمال، ولا أقول التبرع، فهو واجب علينا يرتقي مرتبة الفرض لحاجة إخواننا الملحة إليه، فأروا الله من أنفسكم خيراً ({مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }البقرة245
وفي موضع آخر في سورة الحديد يقول سبحانه ({مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ }الحديد11
إن غاية المنى هى الفوز العظيم حين نقدم أنفسنا وأموالنا لله عز وجل، قال تعالى ({إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111
د.إيهاب فؤاد